كان الفنان والمخرج المسرحي، مسعود بوحسين، مساء أمس الثلاثاء على موعد مع طلبة المسرح القادمين من مختلف دول العالم لحضور فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، حيث قدم لهم من خلال الندوة الدولية التي تمحورت حول الإخراج المسرحي قراءة عن مضمونه ومعناه وخصوصيته بالمغرب.
واعتبر نقيب المسرحيين المغاربة، كون « اللقاء الذي تم تنظيمه حول الإخراج المسرحي ضمن إطار فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، كان محاولة للتفاعل مع أسئلة الجمهور المكون أساسا من طلبة متخصصين وأساتذة ومهنيي المجال،وأيضا كانت محاولة لتأطير الموضوع عبر استغلال مكتسباتي المعرفية في مجال عملي أي الإخراج المسرحي »، مبرزا أنه تم التركيز على تيمة الإخراج المسرحي بالمغرب، في محالة منا للإجابة على سؤال هل نمارس فعلا إخراجا مسرحيا بالمغرب أم أن ما نقوم به هو عملية تنظيم للعرض المسرحي.
اللقاء المبرمج ضمن اليوم الثالث من فعاليات المهرجان، والذي حضره متمرسون وفنانون ومخرجون من مختلف الدول، عرف إسهام الأستاذ الجامعي، رشيد منتصر، كمؤطر للندوة، واعتبر أن اللقاء الذي تمحور حول الإخراج باعتباره عملا فنيا حيا، وحاضر حوله مسعود بوحسين نظرا لتراكم أعماله المسرحية، هو مناسبة معرفية تم التفكير في اقتراحها في كل دورات المهرجان اللاحقة، تختلف فيها التيمة في كل دورة ليلتقي أهل التخصص مع طلبة المعاهد من أجل خلق نقاش حقيقي حول المسرح ومكوناته »، مؤكدا أن « أهمية هذا الفضاء تتجلى في كونه مناسبة لتبادل الأفكار وأيضا معرفة الجديد حول القضايا المطروحة خاصة على مستوى البحث العلمي ».
برمجة اليوم الثالث التي أغناها محور الندوة الدولية، لم تخلو من لحظات خاصة بالفرجة والمتعة المسرحية، إذ كان جمهور مسرح محمد الخامس على موعد مع عرض للفرقة الممثلة للمعهد البولندي والتي أدهشت الجميع بعرضها الغني على المستوى الفني، وهو ما اعتبرته ممثلة ضمن الفرقة وطالبة في سنة تكوينها الختامية « تجربة أغنت مسار الفرقة »، مؤكدة أنهم في كل مرة يؤدون عرضهم يتعلمون أشياء جديدة، وأن المكان والجمهور المختلفين، يؤثرون بشكل كبير على تجربتهم التي أنتجت داخل معهدهم ببولاندا قبل تخرجهم بأشهر فقط ».
من جهته، عبر المخرج الفرنسي سيباستيان شامبر، عضو لجنة التحكيم عن مدى إعجابه بالعروض التي قدمت إلى غاية مساء أمس الثلاثاء، موضحا « أن ما يعرض على الجمهور من قبل الطلبة، يظهر عملا جادا ومهنيا من قبل فرق المعاهد المشاركة، وهو ما سيصعب من مهمة لجنة التحكيم التي يجب أن تختار في نهاية المطاف الفائزين بالجوائز الخاصة بكل فئة على حدى ».